الأحد، 7 سبتمبر 2014

وعي سياسي نقابي لا بد منه ؟ !!


وعي سياسي نقابي لا بد منه ؟ !!
ما لا تعيه نقابتنا المحترمة * النقابة العامة للثقافة و الاعلام * وهو أن ما يسمى بدولة الاستقلال / الدولة الوطنية ، تتعمد منذ الاستقلال تهميش أعوان الثقافة  و رجالاتها  مهنيا واجتماعيا ، نظرا لإدراكها التام  لخطورة هذا القطاع الذي يفترض فيه أن يكون معبرا عن روح الأمة التونسية و أشواق شعبها للانعتاق و تحقيق الحرية و السيادة على الوطن و ثرواته ، حتى أن "الهالك بورقيبة" كان يعتبر الثقافة أهم من وزارة الداخلية نفسها ، فمتى انصلح حال أعوان الثقافة و رجالاتها ماديا واجتماعيا ، فلا ملاذ لهم سوى أن يكون عملهم الثقافي مبدعا ، و خلاقا ، و معبرا عن روح الأمة التونسية وارتكازه على مسلماتها و قناعات أبنائها  الاسلامية التي اتخذت منها منطلقا للبناء و التشييد و مقاومة شتى مظاهر الاستعباد و الاستعمار عبر مختلف أحقاب التاريخ  ، و هذا التوجه ، لا يرضي "عملاء الاستعمار" و ورثته من أذناب الاستعمار ، و دعاة الإلحاق الحضاري بالغرب الاستعماري من بورقيبيين ، و يساريين متطرفين انتهازيين ، يعتقدون إلى هذه اللحظة التاريخية أنهم أوصياء على كل عمل ثقافي بدعوى الانفتاح على حضارة العصر التي ما بنيت أساسا إلا بناء على مسلمات الشعوب و قناعاتها ...؟ !
 و تحرم شعوبنا اليوم من قبل هؤلاء الخونة لمسلمات شعبنا الاسلامية من كل إمكانية لاتخاذ مسلماته منطلقا للإبداع و تحقيق التحرر و الانعتاق و المساهمة في الحضارة الانسانية ، و بذلك قد حولنا هؤلاء المجرمون في كل وزارات السيادة إلى مجرد سوق لاستهلاك السلع المادية و الثقافية التي تتفتق عنها ذهنيات  الشعوب الحرة المستقلة ... ؟
لذلك أقول أنه يستحيل أن تسوى و ضعياتكم المهنية - رغم كل المحاضر الممضى عليها مع سلطة الإشراف  - ، لا قريبا و لا بعيدا ، ما دام بقايا الاستعمار لا يزالون يمسكون بسلطة القرار في ديارنا الاسلامية ، بدعوى محاربة التطرف الاسلامي ، و ما هم في الحقيقة إلا محاربين لكل أسباب التقدم و الازدهار و التحرر المركونة في ثقافة الشعب التونسي و مسلماته الدينية ...!!
* يراجع في هذا مقال بعنوان :
بقايا الاستعمار و التخلف الحضاري في تونس ؟؟
في الرابط التالي :

  


*(*) بقايا الاستعمار و التخلف الحضاري في تونس !؟؟
**كلام قلته في حق نظام بورقيبة و بن علي :
فهل تغير الحال بعد "الثورة " التونسية ؟

منذ انجلاء الاستعمار العسكري الغربي عن أرض العروبة والإسلام نشطت قوى الردة من بقايا هذا الاستعمار بكثافة لضرب مقومات أمتنا الإسلامية و تقزيمها وطمس هويتها الحضارية وتكريس واقع التخلف و"حياة الأنعام" لدى المواطن العربي وكل ما من شأنه أن يؤبد تبعيتنا الحضارية واستكانتنا للعبودية و الاستغلال و التخلف ، ومن ثمة يسهل إلحاق هذه الأمة العظيمة ذليلة محطمة بمصاصي دماء الشعوب.!؟
 وقد تنوعت أنشطة هذه القوى السياسية و الدينية و الاقتصادية و الثقافية و تكاثفت في العشريتين الأخيرتين  !؟ حتى شملت كافة الميادين المؤثرة تقريبا، وسأكتفي بذكر بعض النماذج من التخريب الذي أحدثته قوى الردة           و التغريب و بقايا الاستعمار في تونس الخضراء ، بلاد عقبة بن نافع و طارق بن زياد .
ففي ميدان الشاشة الصغيرة نجد عديد المسلسلات التي تكرس العقلية الخرافية لدى المواطن العربي التونسي وتقترح عليه حلولا وهمية للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها كمشكلة الفقر والبطالة ، فتحلها له هذه المسلسلات بالعثور المفاجئ على كنز مدفون، أو أن يمن عليه الملك/ الإله ،  بثروة تقلب حياته رأسا على عقب، أو يزوجه ابنته الوحيدة فيصبح ذلك الفقير المعدم وزيرا يتكلم فيطاع!!؟
وجماع هذه المسلسلات نجدها في حكايات "عبد العزيز العروي" الذي لا تزال حكاياته المسجلة إذاعيا و تلفزيا ، تبث ويعاد بثها المرات العديدة منذ حصول تونس على "استقلالها" وإلى اليوم .
 كما تحول الفنانون و الممثلون  إلى مهرجين و صعاليك يتسولون على أعتاب السلطة السياسية دون أي رادع من مبدأ أو أخلاق ... همهم كيل المديح لسلطة حولت كل البلاد إلى "كارتي " لممارسة كل المحرمات و كل أنواع الشذوذ ... و أذلت كل من يقف في وجه استبدادها ... حتى لكأن الوطن "قد ولد من رحم طبلة و قد صار يتنفس من زكرة ".
ولمحاربة فكرة "الأمر بالمعروف والنهي عن ألمنكر المتأصلة في ديننا الإسلامي ، نجد مسلسلات يعاد بثها باستمرار حتى ترسخ في وعي ألمواطن من قبيل "مسلسل الحاج كلوف" تنفر الناس من التدخل في شؤون أفراد المجتمع وتصور الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر "بهلوانيا" لا يجلب سوى الاشمئزاز أو ألضحكة وقد صارت المقولة السائدة عندنا في تونس "الحاج كلوف يستأهل عشرة كفوف" (أي عشرة صفعات).
وفي السنوات الأخيرة لم يعد هم السينما التونسية التي تدعمها وزارة الثقافة  و المحافظة على التراث  بالمليارات من مليماتنا ، سوى محاربة القيم العربية ألأصيلة و رسم ملامح حضارية لا تمت لقيمنا الإسلامية بصلة فيصبح المجتمع في شريط "عصفور السطح" لفريد بوغدير لا يعرف أفراده سوى الجري وراء تلبية غرائزهم الجنسية الملتهبة بكل السبل ، وتتحول المرأة إلى جسد عار لا يعرف الاحتشام إليها سبيلا، بل وتصبح الفتاة التونسية في شريط "صيف حلق الوادي" تلهث وراء من يَفتض لها بكارتها ، متحدية جميع القيم المجتمعية السامقة ،  ولا يهمها من يكون خدينها يهوديا أو نصرانيا أو "مسلما"!؟
ويتحرر المجتمع من كل ثوابته وقيمه فيغلب على الأفراد شرب الخمرة والتسكع في الشوارع ومراودة الفتيات واختلاط الحابل بالنابل في مناسبات الفرح ، واتخاذ العشاق وبيع الذمم وتفضيل معاشرة الأسر اليهودية والمسيحية .. ، و التماهي كلية مع تقاليد المجتمع الغربي والولاء لكل ماهو غربي .. ؟؟
وكل ذلك رمز على تقدم الوطن وتحرره! ؟
" لأن التحرر الجنسي هو بداية لتحرير المجتمع حسب رأي العلمانيين الذين يتحكمون في مصير الوطن . !؟
 أما مهمة الثقافة في بلادنا فقد صارت " المحافظة على التراث " و التخلف !!؟ و ياله من تراث ؟ التراث : هو لباس تقليدي يحول التونسي   و التونسية إلى موضوع فرجة و "كركوز" في خدمة السياحة ... !!؟

أما المشاريع الهامة فتسمى بأسماء ذات مرجعية وثنية قديمة : من قبيل قرطاج و عليسة و حنبعل ...!  لفك الإرتباط النفسي
 و الفكري  بين أمتنا الإسلامية  و مجتمعنا التونسي ذو المرجعية العربية الإسلامية ،  وقد ارتفعت في مجال العمران – النزل السياحية والبنوك عاليا في سماء مدننا وقرانا لتأخذ بذلك مكان الصومعة والمسجد ( المغلق كامل اليوم إلا خلال توقيت أداء فريضة الصلاة !؟) و المؤسسات العلمية و البحثية ... ، وكل ذلك من شأنه أن يعطي انطباعا عاما بأن الرفعة والولاء قد تحول من الولاء لله ولدينه ولقرآنه و للأمة الإسلامية ،  ليصبح الولاء "للدينار وللغرب"!؟
وقد صارت البيوت والمنازل مكشوفة، وتبنى بطريقة لا يراعى فيها الحياء ولا أسرار الناس وبيوتهم ولا كون المرأة عرضا يجب أن يحفظ ويصان كما أمر رب العزة.
أما اللغة الفصحى فهناك من أصبح يتمعش بمحاربتها ويزعم أن اللهجة الدارجة المحلية أفضل وأنجع من لغة ألقرآن اللغة التي كتب بها الجاحظ والمعري وابن سينا وابن خلدون ... وغيرهم من جهابذة الحضارة ألإسلامية ولسان حاله يقول بفجاجة: "من أراد التقدم والرقي واللحاق بركب الحضارة الغربية فلا يتكلم العربية الفصحى!" وقد صدرت حتى الآن – على حد علمي- صحيفتان أسبوعيتان ناطقتان كليا أو جزئيا باللهجة الدارجة وهما "الصريح" و"الأخبار" وقد صرح رئيس تحرير "الأخبار" نجيب الخويلدي ( أصبح يعمل مع أسبوعية أخبار الجمهورية المروجة للعرافة          و العرافين و الدراويش و محاربة كل نفس إسلامي ) منذ مدة على الفضائية (تونس7) بأن اللغة الفصحى قد صارت في العصر الحديث عاجزة عن التعبير عن كل مشاغل ألإنسان ، وهنا يتبادر إلى الذهن، أي علم سنكتبه بلهجات تفتقد إلى المصطلحات العلمية والأدبية التي تشتمل عليها اللغة الفصحى بالإضافة إلى اختلاف هذه اللهجات من بلد إلى آخر، كما تختلف في البلد الواحد باختلاف مناطقه وأجيال أبنائه!!
لقد استنبطت الشعوب هذه اللهجات الدارجة لتيسير التعامل اليومي فيما بين أفرادها وقضاء الحاجات اليومية البسيطة فكيف نسمح باتخاذها بديلا عن اللغة الفصحى للتعبير عن حضارتنا وإبداعاتنا وابتكاراتنا؟!
وإني أتحدى كل من تحدثه نفسه باتخاذ اللهجات الدارجة بديلا عن لغتنا القومية ، أن يكتب مقالا بلهجة دارجة عن نظرية ابن خلدون مثلا في علم العمران البشري أو ابن سينا والرازي في الطب أو غيرهما من النظريات العلمية أو الأدبية!  [1]
أما مهرجاناتنا فقد صارت مناسبات لممارسة العهر السياسي
 و الثقافي و الفني و ضرب كل القيم النبيلة النابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف .. ؟  و الترويج للذوق السمج و دعم العهر
و الميوعة ماديا و إعلاميا باسم التفتح على الثقافات العالمية . و إنك لتصاب بالقرف إلى حد الغثيان .. ؟؟  كلما فتحت صحيفة تونسية أو إذاعة مسموعة أو مرئية لأنك ستجد الكل يسبح بحمد "رجل التغيير" الذي يقول في كل آن و حين : " إني لا أريكم إلا ما أرى " ... ؟ فهو الرب المعبود و الذي يسبح بحمده كل صغير و كبير .. من دون الله، بديع السماوات و الأرض... ؟ حتى ليخيل لك  أنك في عهد الجاهلية الأولى ، حيث يعبد الناس الأصنام من دون بديع السماوات و الأرض لتجذر الجهل و خبث رجال الدين الأفاقين الذين ينشرون الدروشة الدينية ليل نهار  
و يشرعون للظلم  و الشرك بالله و الاستبداد السياسي ؟     ألا لعنة الله على هؤلاء الأوغاد المنافقين الذين اشتروا بآيات الله ثمنا بخسا ...؟؟
هذا بعض ما فعلته قوى الردة و التغريب و التخلف في تونسنا العزيزة ... ولا تزال تخطط وتجتهد وتتحرك في كل المجالات الثقافية والتعليمية والسياسية  و الدينية  لتكريس ما يسميه النظام  بـ " تجفيف منابع التدين  "  ...
و لتكريس واقع جديد يقضي على ما تبقى من هوية هذه الأمة العربية المسلمة، لتقضي بذلك على أي أمل يمكن أن يراود أبناء هذه الأمة العظيمة للنهوض مرة أخرى من كبوتهم الحضارية ..  والتحرر من براثن الاستعمار و الاستبداد والتخلف و التبعية  الحضارية المهينة %

[1] - بن سالم بن عمر (محمد) : اللسان العربي و تحديات التخلف الحضاري في الوطن العربي الإسلامي – تونس ، المطبعة العصرية ، الطبعة الأولى 1995بقايا الاستعمار بقيادة وزارة الثقافة يمنعون أي تحرر للوطن و تطوره ؟ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق