الخميس، 18 سبتمبر 2014

هل يعي قومي أن ما نفع "السلف" و "الغرب" في تحقيق رقيهم الحضاري هو حتما لا ينفع غيرهما من الأمم ؟ !

هل يعي قومي أن ما نفع "السلف" و "الغرب" في تحقيق رقيهم الحضاري هو حتما لا ينفع غيرهما من الأمم ؟ ! 




من أجل وزارة ثقافة لفنون الخلق و الابداع ؟!!

الثقافة الثورية المتنورة و المبدعة يجب أن تتطلع لبناء المستقبل المشرق للشعب الثائر و ليس إحياء الماضي الذي كان و لا يزال يمثل سبب انصهارنا الحضاري في الغرب الاستعماري ، و عقبة ابستمولوجية أمام تطلعنا لبناء المستقبل المشرق لشعبنا ، و فكرة المحافظة على التراث التي كرسها نظام بورقيبة و بن علي فكرة استعمارية حققت ما طمح له المستعمرون من تحييد شعوبنا عن أي فعل حضاري بناء من شأنه تحقيق سيادتنا الوطنية على أرضنا
و ثروتنا و عرضنا ...و إلا ما الفرق بينكم - إمعات الثقافة - و بين العقلية السلفية التي ترنو دوما لإحياء ماضي السلف الذي ما جاءت كل الرسالات السماوية إلا لمحاربته فـــــــــــــــــــ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) سورة البقرة .!!
-- من وظائف الثقافة و المثقف اليوم – خاصة بعد ثورة شعبنا – استنفار طاقات المجتمع المدني لتصحيح مفاهيم قيمية باتت مغلوطة أو مغيبة كمفهوم المسؤولية
الذاتية حتى تنتج مخرجات حضارية راقية و تعالج الصدوع الكثيرة في منظومةالمثقف الكوني المريض ، و القضاء على النماذج السلبيةو الاحتفاء بقيمة الإنسان الحقيقي الذي ما خلق – حسب ميراثنا الديني و ألقيمي – إلا لتحمل أمانة
الاستخلاف في الأرض دون بقية المخلوقات من الجن و الملائكة ..
كما على المثقف اليوم أن يبين أثر القيم السلبية في هدم جماليات الكون و الحياة ،
لأن الثقافة هي جزء من المنظومة القيمية الإنسانية الرفيعةو القيم و الأخلاق فيمرآة ثقافة الإنسان .

***نلاحظ أن ألمسعدي ، قد أدرك مثلما أدرك معاصروه أن المجتمع قد أصبح بحاجة أكيدة إلى تغيير جذري في بنيته الفكرية و هياكله السياسية و الاجتماعية والثقافية، و قد جاء هذا الإدراك و الوعي نتيجة مباشرة للغزو الحضاري الغربي لديارنا واطلاع واسع على الفلسفات التي مهدت لثورة 1789م ، و التي تلتها وخاصة الفلسفة الوجودية التي جاءت معبرة عن أزمة فكرية عالمية،ما جعله يحافظ شكليا على هويته الحضارية ،
 و قد تمظهر ذلك في لغته المستعملة وتسميات أبطاله ،
و أماكن ترددهم ، لكنه انصهر فكريا في فلسفات لا علاقة لها بمجتمعاتنا العربية /الإسلامية ، ما أدى إلى فشله و كل النخبة التونسية في تحقيق التغيير الحضاري المنشود لمجتمعاتنا ...؟
إنه ليحز في النفس أن نجد نخبنا الفكرية و السياسية ، قد انقسمت إلى نقيضين متطرفين في مواجهة الصدمة الحضارية الغربية : إما انصهار كلي في فلسفات الغرب و تتبع خطواته شبرا بشبر ، و إما رجوع إلى السلف و تشبث بأهدابهم ، ما حال دون أبصار النخبة للتحولات التي مست كل هياكل مجتمعاتنا العربية ، والقدرة على الرقي بها إلى مصاف المجتمعات المتقدمة التي غزتنا في عقر دارنا ، ونهبت ثرواتنا ، وهو ما أبد تبعيتنا الحضارية لهم و جعلنا في مؤخرة الشعوب .

فهل يعي قومي أن ما نفع "السلف" و "الغرب" في تحقيق رقيهم الحضاري هو حتما لا ينفع غيرهما من الشعوب ، فلا بد من امتلاك آليات جديدة تبصرنا بالواقع و حقائقه ، فنطهره من الشوائب و نرتقي به إلى أعلى درجات الرقي الحضاري الذي ننشده .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق